قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: إِنِّيْ لأَرْجُو أَنْ يَرْحَمَ اللهُ الأَمِيْنَ بِإِنْكَارِهِ عَلَى ابْنِ عُلَيَّةَ، فَإِنَّهُ أُدخِلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ الفَاعِلَةِ، أَنْتَ الَّذِي تَقُوْل: كَلاَمُ اللهِ مَخْلُوْقٌ (١) ؟
قُلْتُ: وَلَمْ يُصَرِّحْ بِذَلِكَ ابْنُ عُلَيَّةَ - حَاشَاهُ - بَلْ قَالَ عِبَارَةً تُلْزِمُهُ بَعْضَ ذَلِكَ.
وَعَاشَ الأَمِيْنُ سَبْعاً وَعِشْرِيْنَ سَنَةً، وَقُتِلَ فِي المُحَرَّمِ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِيْنَ وَمائَةٍ، وَخِلاَفَتُهُ دُوْنَ الخَمْسِ سِنِيْنَ - سَامَحَهُ اللهُ، وَغَفَرَ لَهُ -.
وَلَهُ مِنَ الوَلَدِ: عَبْدُ اللهِ، وَمُوْسَى، وَإِبْرَاهِيْمُ، لأُمَّهَاتِ أَوْلاَدٍ شَتَّى.
١١١ - مَعْرُوْفٌ الكَرْخِيُّ أَبُو مَحْفُوْظٍ البَغْدَادِيُّ *
عَلَمُ الزُّهَّادِ، بَرَكَةُ العَصْرِ، أَبُو مَحْفُوْظٍ البَغْدَادِيُّ.
وَاسْمُ أَبِيْهِ فَيْرُوْزٌ.
وَقِيْلَ: فَيْرُزَانُ، مِنَ الصَّابِئَةِ.
وَقِيْلَ: كَانَ أَبَوَاهُ نَصْرَانِيَّيْنِ، فَأَسلَمَاهُ إِلَى مُؤَدِّبٍ كَانَ يَقُوْلُ لَهُ:
قُل: ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ.
فَيَقُوْلُ مَعْرُوْفٌ: بَلْ هُوَ الوَاحِدُ.
فَيَضرِبُهُ، فَيَهْرُبُ، فَكَانَ وَالِدَاهُ يَقُوْلاَنِ: لَيْتَهُ رَجَعَ.
ثُمَّ إِنَّ أَبَوَيْهِ أَسْلَمَا.
وَذَكَرَ السُّلَمِيُّ: أَنَّهُ صَحِبَ دَاوُدَ الطَّائِيَّ، وَلَمْ يَصِحَّ.
(١) " تاريخ الخلفاء للسيوطي " ٣٠٣.
(*) طبقات الصوفية ٨٣ - ٩٠، حلية الأولياء ٨ / ٣٦٠، ٣٦٨، تاريخ بغداد ١٣ / ١٩٩، ٢٠٩، الرسالة القشيرية ١ / ٧٩، طبقات الحنابلة ١ / ٣٨١، ٣٨٩، صفة الصفوة ٢ / ٧٩ - ٨٣، اللباب ٣ / ٩١، وفيات الأعيان ٥ / ٢٣١، العبر ١ / ٣٣٥، دول الإسلام ١ / ١٢٦، مرآة الجنان ١ / ٤٦٠، ٤٦٣، طبقات الأولياء: ٢٨٠، ٢٨٥، شذرات الذهب ١ / ٣٦٠.