يغتفر في الانتهاء - أو الدّوام - ما لا يغتفر في الابتداء (١).
وفي لفظ مقابل: يفتقر في الابتداء ما لا يفتقر في الانتهاء (٢).
ثانياً: معنى هاتين القاعدتين ومدلولهما:
وردت أمثال هاتين القاعدتين بألفاظ مختلفة تارة بلفظ (يغتفر في الابتداء) وتارة بلفظ (يفتقر). والافتقار معناه: الاحتياج: بحيث لا يتمّ الفعل إلا بوجود ما يفتقر إليه ويحتاجه. والاغتفار معناه: التّسامح، بحيث يتمّ الفعل بدون بعض شروطه.
فإذا قلنا: يفتقر في الابتداء ما لا يفتقر في الانتهاء أو البقاء أو الدّوام، فهي بمعنى قولنا: يغتفر في الانتهاء ما لا يغتفر في الابتداء.
وقد سبق لهاتين القاعدتين مثيلات.
فمفاد القاعدة الأولى: أنّه يغتفر ويتسامح في الانتهاء ما لا
(١) ترتيب اللآلي لوحة ١١٤ أ، المنثور جـ ٣ ص ٣٧٤، والجمع والفرق ص ٨٢٥، مجلة الأحكام المادة ٥٥، وشرح القواعد للزرقا ص ٢٣١. (٢) أشباه السيوطي ص ١٨٦، أشباه ابن نجيم ص ١٢٢، شرح الخاتمة ص ٩٢.