وأما عند الشافعي رحمه الله: فيجوز؛ لأن عنده:"أن كل ما لا يتعين على الأجير أداؤه يجوز الاستئجار عليه إذا كان تجزئ فيه النيابة"(٢).
ثالثاً: من أمثلة هذه القاعدة ومسائلها:
إذا استأجر رجلاً ليحج عنه لم تجز الإجارة ويكون حجة عمَّن أمره بالحج ولكن له نفقة مثله في ماله - وليست أجرة - ولكن نفقة؛ لأنه فرَّغ نفسه لعمل ينتفع به المستأجر فيستحق الكفاية في ماله كالقاضي كفايته في بيت المال.
ومنها: إذا استأجر رجلاً ليؤذن فلا تجوز الإجارة، للحديث:"إذا اتخذت مؤذناً فلا يأخذ على الأذان أجراً"(٣).
(١) الكافي ص ٤٠٨. (٢) روضة الطالبين ٢/ ٢٩٢. (٣) الحديث عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه، رواه الخمسة.