السبيل فيما تردد بين أصلين أن يوفَّر حظه عليهما (١).
وفي لفظ:"ما تردد بين أصلين، يوفر حظه عليهما"(٢). وتأتي في حرف الميم إن شاء الله.
ثانياً: معنى هذه القاعدة ومدلولها.
المراد بالتردد بين أصلين: أن يكون للشيء شبه بأصلين.
فمفاد القاعدة: أن ما وجد فيه شبه بأصلين ينبغي أن يعطى حظاً من كل منهما، إلا إذا غلب أحدهما فيعطى حكمه.
ثالثاً: من أمثلة هذه القاعدة ومسائلها.
العبد متردد بين الإنسان وبين المال، فمن حيث شبهه بالإنسان يلزم بالتكاليف الشرعية، ومن حيث كونه مالاً يباع ويشترى ويوهب ويرهن، ومن هنا قالوا: إن بدل العبد إذا كان يجب لتفويت المنفعة كبدل قطع يده فهو فيه كالحر يجب فيه نصف بدل نفسه. وأما إذا كان باعتبار تفويت الزينة والجمال كقطع الشعر والأذن، فالمملوك: لا يلحق فيه بالحر، ولكن يلحق بالمال فيجب النقصان.
(١) المبسوط ٢٧/ ٨٩. وينظر: قواعد الحصني ٣/ ٢٦١ فما بعدها، وقواعد العلائي لوحة ٧٥ أفما بعدها. (٢) نفس المصدر ٢٧/ ٩٨.