الثانية المعدَّاة، وإن كان عند أهل اللغة في كل من الكلمتين الوجهان (١).
(فاستحيا، فاستحيا الله منه): يجوز أن يكون للمشاكلة (٢)، وأن يكون من الاستعارة كما في:"إِنَّ (٣) اللهَ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي (٤) إِذَا رَفَعَ العَبْدُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا حَتَّى يَضَعَ فِيهِمَا خَيْرًا"(٥).
* * *
باب: قَوْلِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "رُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ"
(رُبَّ مبلَّغ): اسمُ مفعول، فاللام (٦) -مفتوحة-، وغلط من كسرها.
(أوعى): صفة لمجرورِ رُبَّ، والعاملُ الذي يتعلق به محذوف؛ أي: يوجد، هذا هو (٧) مذهب الأكثرين.
(١) انظر: "مشارق الأنوار" (١/ ٥٢). (٢) في "ن" و"ع": "من المشاكلة". (٣) "إن" ليست في "ج". (٤) "يستحيي" ليست في "ج". (٥) رواه أبو داود (١٤٨٨)، والترمذي (٣٥٥٦) عن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - دون قوله: "حتى يضع فيهما خيرًا". ورواه مع هذه الزيادة من حديث سلمان: المحاملي في "أماليه" (٤٣٣)، والخطيب في "تاريخ بغداد" (٨/ ٣١٧). (٦) في "ج": "باللام". (٧) "هو" ليست في "ن" و"ع".