فإن قلنا بالثاني، لم يكن عطفُ النخل على الرمان من باب عطف الخاصِّ على العام، بل من عطف أحدِ المتبايِنَيْن على الآخر، ومن هذه الفائدة يتجه لك المنازعةُ في قولهم: إن قوله تعالى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ}[البقرة: ٩٨] أن هذا من عطف الخاص على العام (٢)، وليس كذلك.
فأما إن قلنا بالقول الأول (٣)، فجبريلُ (٤) معطوف على لفظ الجلالة، وإن قلنا بالثاني، فهو معطوف على {رُسُلِهِ}، والظاهر أن المراد بهم: الرسلُ من بني آدم؛ لعطفهم على الملائكة، فليس منه.
(وقال أبو الدرداء: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}: يغفر ذنبًا، ويكشف كَرْبًا، ويرفع قومًا، ويضع آخرين): قال غيره: يُخرج كلَّ يوم ثلاثةَ عساكرَ: عسكرٌ من الأصلاب إلى الأرحام، وآخرُ من الأرحام إلى الأرض، وآخرُ من الأرض إلى القبور، ويقبض ويبسط، لا إله إلا هو (٥).
(١) "منها" ليست في "ج". (٢) من قوله: "بل من عطف" إلى هنا ليس في "ع". (٣) في "ع": "الآخر". (٤) من قوله: "أن هذا من عطف" إلى هنا ليس في "ج". (٥) انظر: "التنقيح" (٢/ ١٠٠١).