وهو ضعيف، وحملُه على حذف ضمير الشأن حملٌ على الشذوذ، ولو قيل: بأنَّ "إنّ" بمعنى: نعم، و"أبو بكر" مبتدأ، وما قبله (١) خبره، لاستقام من غير شذوذ ولا ضعف.
(لو كنت متخذًا خليلًا): أي: من النَّاس.
(لاتخذته (٢) خليلًا): أي: إنَّ (٣) أبا بكر - رضي الله عنه - أهلٌ لأن أتخذه خليلًا لولا المانعُ؛ فإن خلة الرَّحمن -عزَّ وجَلَّ- لا تسعُ مخالَّةَ شيءٍ غيره أصلًا.
* * *
باب: قَولِ النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو كُنتُ مُتَّخِذًا خَلِيْلًا"
(ولكن أخوة الإسلام أفضل): قال الداودي فيما حكاه السَّفاقسي عنه: ما أرى هذا محفوظًا (٤)، وإن يكن محفوظًا، فمعناه: إنَّ أخوة الإسلام [دون المخالة، أفضلُ من المخالة](٥) دون أخوة الإسلام، وإن يكن قوله: "لَوْ كُنْتُ
(١) في "ج": "وما بعده". (٢) نص البخاري: "لاتخذت أبا بكر". (٣) "إن" ليست في "ع". (٤) في "م": "محفوظ". (٥) ما بين معكوفتين ليس في "ع".