بصعقته في الدار الأولى، وهي التي وقعت له في دار الدنيا (١)، وهي المذكورة في قوله تعالى:{وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا}[الأعراف: ١٤٣]، وسيأتي الكلام على ذلك كله (٢) عند إفضاء النوبة إليه في كتاب: الحشر، إن شاء الله تعالى.
وَيُذْكَرُ عَنْ جَابِرٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: أنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - رَدَّ عَلَى الْمُتَصَدِّقِ قَبْلَ النَّهْيِ، ثُمَّ نَهَاهُ. وَقَالَ مَالِكٌ: إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ عَلَى رَجُلٍ مَالٌ، وَلَهُ عَبْدٌ، لَا شَيْءَ لَهُ غَيْرُهُ، فَأَعْتَقَهُ، لَمْ يَجُزْ عِتْقُهُ.
(باب: مَنْ ردَّ أمرَ السفيهِ والضعيفِ العقل).
(ويذكر عن جابر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ردَّ على المتصدق قبلَ النهي، ثم نهاه): قال عبد الحق (٣): مراده: حديثُ نُعَيْمِ بنِ النَّحَّامِ حين دَبَّرَ غلامَه، فباعه النبي - صلى الله عليه وسلم - في دَيْنِه.
وقال غيره: بل أراد حديثَ جابر في الداخلِ يومَ الجمعةِ والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فأمرهم فتصدَّقوا عليه، فجاء في الجمعة الآتية، فأمر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالصدقة، فقام ذلك المتصدَّقُ عليه يتصدَّق بإحدى ثوبيه، فرده -عليه الصلاة والسلام (٤) -، وهو حديث ضعيف رواه الدارقطني، ولهذا ذكره
(١) في "ع" و"ج": "الأولى". (٢) "كله" ليست في "ع" و"ج". (٣) "قال عبد الحق" ليست في "ع". (٤) في "ع": "فرد عليه السلام".