(باب: حسن المعاشرة مع الأهل): ساق فيه حديثَ أم زرع.
قال ابن المنير: نبه بهذه الترجمة على أن إيراد هذه الحكاية من النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس خليًا عن فائدة شرعية، بل هو مشتملٌ عليها، وتلك الفائدة الإحسانُ في معاشرة الأهل كما ندب الله سبحانه (١).
قلت: هذا غلط؛ لأن هذه الحكاية (٢) لم تصدر من النبي - صلى الله عليه وسلم -، والصحيح: أن المرفوع من حديث أم زرع: قوله -عليه السلام- لعائشة:"كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ"، وقد رفعه كلَّه للنبي - صلى الله عليه وسلم - سعيدُ بنُ مسلمٍ المدنيُّ، وهو وهمٌ عند أئمة الحديث (٣)، ثم الكلام إنما هو على ما في البخاري، وليس فيه رفعُ الحكاية إليه -عليه السلام-، ما عدا اللفظَ الذي قدمناه، والحكاية إنما هي من عائشة غير مرفوعة، فكيف يستقيم ما قاله؟