(باب: رفع الصوت بالإهلال): قال القاضي: الإهلال بالحج: [رفعُ الصوتِ بالتلبية.
قلت: تأمل كيف يلتئم قولهُ: بالإهلال (١)] (٢) مع قوله: رفع الصوت.
ثم قال: واسْتَهَلَّ المولودُ: إذا (٣) رفعَ صوتَه، وكلُّ شيء ارتفعَ صوتُه فقد استهلَّ، وبه سُمي الهلال؛ لأن الناس يرفعون أصواتهم بالإخبار عنه (٤).
واستبعد ابن المنير هذا الأخير (٥) من وجهين:
أحدهما: أن العرب ما كانت تعتني بالأهلة؛ لأنها لا تؤرخ بها، والهلال مسمًّى بذلك قبل العناية بالتأريخ بالهلال (٦).
الثاني: أن (٧) جعل الإهلال (٨) مأخوذاً (٩) من الهلال (١٠) أولى؛ لقاعدة تصريفية، وهي أنه إذا تعارض الأمر في اللفظين أيهما (١١) أُخذ من الآخر،
(١) في "ع": قوله حينئذ بإهلال. (٢) ما بين معكوفتين سقط من "ن". (٣) "إذا" ليست في "ع". (٤) انظر: "مشارق الأنوار" (٢/ ٢٦٩). (٥) في "ج": "الأخيرين". (٦) "بالهلال" ليست في "ج". (٧) "أن" ليست في "ج". (٨) في "ن": "الهلال". (٩) في "ع": "مأخوذ". (١٠) في "ن": "الإهلال". (١١) في "ج": "أنهما".