وفيهما نظر؛ فإن (٣) اقتران الجواب في مثله بالفاء واجب، ولا محلَّ لهذه الجملة المتضمنة للاستفهام؛ لأنها مستأنفة لبيان الحال المستخبَرِ عنها؛ كأنه (٤) لما قال (٥): "أرأيتم"، قالوا (٦): عن أبي شيء تسأل؟ فقال (٧): "لو أَنَّ نهرًا ببابِ أحدِكم" إلى آخره، وليست مفعولًا ثانيًا لأرأيتم، كما ظنه بعضهم من نظائر هذا التركيب.
و (يبقي): -بالباء الموحدة- للجمهور (٨).
قال القاضي: وعند بعض شيوخنا: بالنُّون، والأول أوجه (٩).
فإن قلت: خاطب أولًا الجماعة، ثم أفرد في "تقول"، فما وجهه؟
قلت: أقبلَ على الكل أولًا فخاطبهم جميعًا، ثم أفردَ؛ إشارةً إلى أن هذا الحكم لا [يخاطب به معين؛ لتَناهيهِ في الظهور، فلا يختص به](١٠) مخاطبٌ دونَ مخاطب، وقد مر نظيرُه.
(١) في "ج": "أرأيتم". (٢) انظر: "شرح الرضي على الكافية" (٤/ ١٦٢). (٣) في "ج": "لأن". (٤) في "م": "كأنهم". (٥) في "ن": "قالوا". (٦) "قالوا" ليست في "ن". (٧) "فقال" ليست في "ن". (٨) في "ع": "للمجهول". (٩) انظر: "مشارق الأنوار" (١/ ١٠٠). (١٠) ما بين معكوفتين سقط من "ج".