قلت: وقع في "الإفهام" ما نصه: ولم أجد في "أسد الغابة" لابن الأثير في ترجمة كلثوم بن (١) الهدم ما يدل على المذكور عن ابن منده، بل فيه ما يدلُّ على عكسه، فإنه قال: قيل: إنه أول من ماتَ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد قدومه المدينة، ولم يحضر شيئاً من مشاهده، ذكره الطبري، ثم قال: إنه توفي بعد أسعد بن زُرارَةَ (٢).
وكان قد قدم أن أسعدَ تُوفي قبلَ بدر بيسير، والسرايا قبل بدرٍ معلومةٌ، ليس لكلثومِ بنِ الهدم فيها ذكرٌ.
الثانية: سريةُ عُبيدةَ بنِ الحارثِ إلى بطنِ رابغٍ.
وابنُ إسحاقَ يقدم (٣) سريةَ عُبيدةَ على سرية حمزة.
والثالثة (٤): سريةُ سعدِ بن أبي وقاص إلى الخرار - بخاء معجمة وراءين مهملتين -.
الرابعة: سريةُ عبدِ الله بنِ جحشٍ إلى نخلة.
فهذه السرايا الواقعةُ قبلَ بدر، وليس لكلثومِ بنِ الهدم فيها إمرةٌ، فليتأمل.
(فيختم بـ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}[الإخلاص: ١]): يدل على أنه كان
(١) في "ج": "لابن". (٢) انظر "أسد الغابة" (٤/ ٥٢٢). (٣) في "ج": "وابن إسحاق قدم سرية حمزة بن عبد المطلب بن الحارث إلى بطن رابغ، وابن إسحاق قدم". (٤) في "ج": "الثالثة".