فَقَالُوا: أَوْصِنَا. فَقَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا يُنْتِنُ مِنَ الإنْسَانِ بَطْنُهُ، فَمَنِ استَطَاعَ أَنْ لَا يَأْكُلَ إِلَّا طَيِّباً، فَلْيَفْعَلْ، وَمَنِ استَطَاعَ أَنْ لَا يُحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ بِمِلْءِ كَفِّهِ مِنْ دَمٍ أَهْرَاقَهُ، فَلْيَفْعَلْ.
قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: مَنْ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، جُنْدَبٌ؟ قَالَ: نَعَمْ جُنْدَبٌ.
(إن أولَ ما يُنتن): بضم أوله. قال السفاقسي: كذا رويناه (١).
وفي "الصحاح": نَتَنَ الشيءُ، وأَنْتَنَ؛ بمعنى (٢)، فهو مُنْتِنٌ، ومِنْتِنٌ: - كُسرت الميم إتباعاً لكسرة التاء -، والنَّتْنُ: الرائحة الكريهة (٣).
(ومن استطاع أن لا يُحال (٤) بينه وبين الجنة): ببناء "يُحال" للمفعول (٥).
(بملء كفه): هكذا بالباء الجارة، وهي للسببية، والمعنى معها ظاهر.
ويروى: "ملء كف" - بدون حرف جر -، وبرفع "مَلْءُ" على أنه فاعل بفعل محذوف دلَّ عليه المتقدم؛ أي: يحولُ بينه وبين الجنة مَلْءُ كفه، وهو مثلُ قوله:
لِيُبْكَ يَزِيدٌ ضارِعٌ لِخُصُومَةٍ
(١) انظر: "التوضيح" (٣٢/ ٤٣٥).(٢) "بمعنى" ليست في "ج".(٣) انظر: "الصحاح" (٦/ ٢٢١٠)، (مادة: نتن).(٤) في "ج": "يحول".(٥) في "ج": "يبنى بحال المفعول".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute