الوقوف، وهو حسن، ورأيت في هذه النسخة أيضًا:"مجراها: مسيرها"، وكتب عليها: نسخة، ثم النظر بعد ذلك في شيء آخر، وهو أنه (١) يحتمل أن يكون قوله تعالى: {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا}[هود: ٤١] جملة واحدة، ويحتمل أن يكون جملتين، والأولى انتهت عند قوله تعالى:{فِيهَا}.
قال بعضهم: وكونُ الكلام جملةً واحدة على تأويل: اركبوا قائلين: بسم الله، أَوْلى؛ لأنه يكون قد أمرهم بهذا القول، ولهذا كان (٢) سُنَّة في كل مَنْ ركب السفينة أن يقول: {بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا}[هود: ٤١].
بقي في الآية بحث، وهو أن يقال: العادةُ في سنة التسمية أن يكون في الأول، فيقول الآكل أولَ أكلِه: باسم الله خاصة، إلا أن تفوته التسميةُ أولًا، فيقول في أثنائه: بِاسْمِ اللهِ أَوَّلَ الطَّعَامِ وَآخِرَهُ؛ كما (٣) جاء في الحديث: أن أعرابيًا جاء والنبيُّ (٤) - صلى الله عليه وسلم - يأكل في قصعة مع أصحابه، فأكل الأعرابي ولم يُسَمِّ، فلما فرغ قال: باسم اللهِ أولَ الطعام وآخرَه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ هَذَا الأَعْرَابِى لَمَّا أكلَ وَلَمْ يُسَمِّ، رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ مَعَنَا، فَلَمَّا قَالَ: بِاسْمِ اللهِ أَوَّلَ الطَّعَامِ وَآخِرَهُ، رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ قَاءَ مَا أكلَ"(٥)،
(١) "أنه" ليست في "ج". (٢) "كان" ليست في "ع". (٣) "كما" ليست في "ع" و"ج". (٤) في "ج": "إلى النبي". (٥) رواه أبو داود (٣٧٦٨)، والإمام أحمد في "المسند" (٤/ ٣٣٦) وغيرهما من حديث أمية بن مخشي - رضي الله عنه -، بلفظ نحوه.