أحدهما: قوله: بادَرَني بنفسه، وهي مسألة تتعلق بالآجال، وأجلُ كلِّ شيء وقتهُ، يقال: بلغَ أجلَه: إذا تم أمرُه، وجاء حينُه، ولا يموت أحدٌ بأي سبب كان إلا بأجله، وقد علم الله أنه يموت بالسبب المذكور، وما عَلِمَه فلا يتغير، فعلى هذا يبقى قوله (١): بادرني (٢) بنفسه (٣) محتاجًا إلى التأويل، فإنه قد يوهم أن الأجل كان متأخرًا عن ذلك الوقت، فقدم عليه.
والثاني: قوله: "حرمت عليه (٤) الجنة"، فيتعلق به (٥) من يرى بوعيد الأبد، وهو مؤول عند غيرهم على تحريم الجنة بحالة مخصوصة؛ كالتخصيص بزمن؛ كما يقال: إنه لا يدخلها مع السابقين، أو (٦) يجعلونه على مَنْ فعلَ ذلك مستحلًا، فيكفر به، ويكون مخلدًا بكفره، لا (٧) بقتله نفسه.
[والحديث أصل كبير في تعظيم قتل النفس، سواء كانت نفس الإنسان، أو غيره؛ لأن نفسه](٨) ليست ملكه أيضًا، فيتصرف فيها على حسب اختياره (٩).
(١) في "ع": "قبله". (٢) في "م": "بادر". (٣) "بنفسه" ليست في "ع" و"ج". (٤) "عليه" ليست في "ع". (٥) في "ع" و "ج": "بهن". (٦) في "ج": "و". (٧) في "م": "ولا". (٨) ما بين معكوفتين ليس في "ع". (٩) انظر: "شرح عمدة الأحكام" (٤/ ١٠٥ - ١٠٦).