(لما قضى [اللهُ] الخلقَ): قال ابن عرفة: قضاءُ الشيء: إحكامُه وإمضاؤه، والفراغُ منه، وبه سمي القاضي؛ لأنه إذا حكم، فقد فرغَ مما بينَ الخصمين (١).
(فهو عنده فوق العرش): قيل: المراد: دونه؛ كقوله تعالى:{بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}[البقرة: ٢٦]؛ أي: دونها؛ استعظاماً أن يكون شيء من المخلوقات فوقَ العرش.
وقيل: الكلام على حقيقته، والمراد: علمُ ذلك عندَ الله لا يُبدل (٢).
(إن رحمتي غلبتْ غضبي): أشار لسَعَةِ الرحمةِ وشمولها (٣) الخلقَ، فكأنها الغالبة؛ يقال: غلبَ على فلانٍ الكرمُ؛ أي: هو أكثرُ أفعاله، وإلا فغضبُ الله ورحمتُه صفتان من صفات ذاته، فالغضبُ: إرادةُ العقاب، والرحمةُ: إرادة الثواب، والصفاتُ لا توصف بالغلبة (٤)، ولا يسبق بعضُها بعضاً، لكن جاء هذا على الاستعارة. ولا يمتنع أن تجعل الرحمة والغضب من صفات الفعل لا الذات، فالرحمة: هي الثواب والإحسان، والغضب:
(١) المرجع السابق، (١٩/ ١٩). (٢) وهو الصواب. (٣) في "ع": "ومشمولها". (٤) في "ع": "بالعلية".