(ويذكر عن أبي هريرة، رفعه: من أفطر (١) يومًا من رمضان من غير عذر ولا مرض، لم يقضه صيامُ الدهر): هذا التعليق عن أبي هريرة رواه الترمذي من طريق أبي المطوس (٢)، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكر الحديث، لكن بلفظ:"من غيرِ رخصةٍ ولا مرضٍ، لم يقضه عنه صومُ الدهر كله، وإن صامه"، وقال: حديث أبو هريرة (٣) لا نعرفه إلا من هذا الوجه (٤)، ورواه الدارقطني يرفعه (٥) مثلَه (٦).
قال ابن بطال: وهذا حديث ضعيف لا يحتج بمثله.
قال ابن المنير: وعلى تقدير صحته، فمعناه المتبادرُ للأفهام: أن القضاء لا يقوم مقام الأداء (٧) ولو صام عوض اليوم دهرًا، ويقال بموجبه: فإن الإثم لا يسقط بالقضاء، ولا سبيل إلى اشتراك الأداء والقضاء في كمال الفضيلة، فقوله: لم يقضه صيام الدهر؛ أي: في (٨) وصفه الخاص به، وهو الكمال، وإن كان يقضي عنه في وصفه العام المنحطِّ من كمال الأداء، هذا هو اللائق
(١) في "ع": "الفطر". (٢) في "ع": "الموطوس". (٣) في "ع": "وقال في حديث أبي هريرة". (٤) رواه الترمذي (٧٢٣). (٥) في "ج": "يرتفعه". (٦) رواه الدارقطني في "سننه" (٢/ ١٩١) عن أنس بن مالك -رضي الله عنه -. (٧) في "ج": "الأدنى". (٨) "في" ليست في "ع".