قلت (٢): ولا يمكن أن يكون نصب ليلة النفر على أنها خبر كان؛ إذ لا معنى له، وإنما كان تامة - كما مر -، وليلةُ الحصبة فاعلُها، وليلةُ النفر (٣) منصوب بمحذوف؛ أي: أعني ليلةَ النفر، وأما نصب الأولى ورفع الثانية، فوجهه أن تجعل "كان (٤) " ناقصة، واسمها ضمير يعود إلى الرحيل المفهوم من السياق، وليلة الحصبة خبرها، وليلة النفر خبر مبتدأ مضمر؛ أي: هي ليلة النفر.
(عقرى حلقى): سبق ضبطه.
قال الزركشي: وفيه توبيخُ الرجلِ أهلَه على ما يدخل على الناس بسببها، كما وبَّخَ الصدِّيقُ عائشة (٥) في قصة العِقْد (٦).
قلت: تبع ابنَ بطال، بل أخذ كلامه برُمَّته (٧)، ورده ابن المنير بأنه لا يمكن أن يحمل على التوبيخ؛ لأن الحيض ليس من صنعها (٨)، وقد جاء في الحديث الآخر:"إنَّ هَذَا الأَمرَ كَتَبَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَى بَنَاتِ آدَمَ"(٩).
(١) "قلت" ليست في "ع". (٢) "قلت "ليست في، "ج". (٣) في "ج": "النصف". (٤) في "ج": "كأنه". (٥) في، "ج": "عامة". (٦) انظر: "التنقيح" (١/ ٤١٢). (٧) انظر: "شرح ابن بطال" (٤/ ٤٢٨). (٨) في "ع": "لأن الحيض من منعها". (٩) رواه البخاري (٢٩٤).