(قال: لكُنَّ أفضلُ الجهادِ حجٌّ مبرور): لَكُنَّ - بضم الكاف وتشديد النون - واللام حرف جر دخل على ضمير المخاطبات، هذه (١) رواية أبي ذر.
قال (٢) الزركشي: والوجهُ حينئذٍ: رفعُ "أفضلُ" على أنه مبتدأ خبره "حج مبرور"(٣).
قلت: ما صنعه الزركشي ها (٤) هنا من الطراز الأول، وكأنه ظن أن (٥)"لَكُنَّ" ظرفُ لغو متعلق بأفضل؛ أي: أفضلُ الجهادِ لَكُنَّ (٦) حج مبرور، [والضمير المحذوف عائد إلى أفضل الجهاد، ومبرور صفة لحج على كل تقدير.
ويروى:"لَكِنْ" - بإسكان النونْ -، فأفضلُ مرفوع على أنه مبتدأ خبرُه حجٌّ مبرور] (٧)، و (٨) المانع من ذلك قائم، فالصواب: أن الخبر قوله: لكن،
(١) في "ج": "من هذه". (٢) في "ج": "وقال". (٣) انظر: "التنقيح" (١/ ٣٧١). (٤) "ها" ليست في "ن" و "ج". (٥) "أن" ليست في "ج". (٦) في "ج": "ولكن". (٧) ما بين معكوفتين سقط من "ن" و"ج". (٨) " و" ليست في "ع".