وقال السهيلي في "أماليه": الخفضُ فيه أظهرُ من النصب؛ لأن النصبَ بإضمار فعل (٤)، والخفض مردودٌ على قوله: بثلثي مالي.
(ثمّ قال: الثلثُ، والثلث كثير): جوز في الثلث الأوّل النصب على الإغراء، أو بفعل مضمر؛ أي: هب الثلث، واقتصر عليه في "الفائق"، وجوز الرفع فيه على أنه فاعل فعل محذوف؛ أي: يكفيك الثلثُ، أو خبر مبتدأ محذوف؛ أي: المشروع الثلث.
قلت: ولا يمتنع أن يكون مبتدأ حُذف خبره؛ أي: الثلثُ كافٍ.
(إنك أن تذر ورثتَكَ أغنياءَ خيرٌ): روي بفتح الهمزة وكسرها؛ فالفتح على أما مصدرية، والكسر على أما شرطية، قال النووي: وكلاهما صحيح (٥).
(١) كذا في رواية أبي ذر الهروي عن الحموي والمستملي، وفي اليونينية: "بالشطر"، وهي المعتمدة في النص. (٢) في "ع": "بالنصب بصر". (٣) انظر: "الفائق في غريب الحديث" (٢/ ٢٤٤). (٤) في "ج": "لأن النصب أفعل". (٥) انظر: "شرح النووي على مسلم" (١١/ ٧٧).