قال القرافي في آخر "القواعد"(٣) من الدعاء المحرم: الدعاءُ المرتَّبُ على استئناف المشيئة؛ كمن يقول: اقدر لي الخير؛ لأنَّ الدعاء بوضعه اللغوي إنما يتناول المستقبلَ دون الماضي؛ لأنه طلبٌ، وطلبُ الماضي مُحال فيكون مقتضى هذا الدعاء [أن يقع تقدير الله في المستقبل من الزمان، والله تعالى يستحيل عليه استئنافُ التقدير، بل وقع جميعُه في الأزل، فيكون هذا الدعاء](٤) يقتضي مذهب من يرى أن لا قضاء، وأن الأمر أُنُفٌ كما خرجه مسلمٌ عن الخوارج، وهو فسقٌ بإجماع.
ثمَّ أوردَ حديثَ الاستخارة هذا على نفسه؛ فإنه قال فيه: فاقدره لي.
وأجاب: بأنه يتعين أن يعتقد أن المراد بالتقدير هنا: التيسير على سبيل المجاز؛ فالداعي (٥) إنما أراد هذا المجاز، وإنما يحرم الإطلاقُ عندَ عدم النية (٦).
(ثمَّ أرضني): -بهمزة قطع-؛ من الإرضاء.
(١) "غيره" ليست في "ج". (٢) انظر: "مشارق الأنوار" (٢/ ١٧٣). (٣) في "ج": آخر الدعاء. (٤) ما بين معكوفتين سقط من "ج". (٥) في "ع" و"ج: "والداعي". (٦) انظر: "الفروق" للقرافي (٤/ ٤٧١).