معنى:"أول منك" أي: قبلك يسألني، وضبطه الحفاظ بنصب (أول)(١)، ويصح رفعها؛ لأن (أن) مخففة من الثقيلة، وهو مثل قوله تعالى:{وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا}[المائدة: ٧١]، قرئ بالوجهين (٢)، وأول: أصله أوأل على وزن أفعل مهموز الوسط، قلبت الهمزة واوًا وأدغم، يدل على ذَلِكَ قولهم: هذا أولى منك، والجمع الأوائل، والأوالي أيضًا على القلب، وقال قوم: أصله أوول على وزن فوعل، فقلبت الواو الأولى همزة، وإنما لم تجمع على أواول لاستثقالهم اجتماع الواوين بينهما ألف الجمع.
الحديث الثاني والعشرون:
حديث عَبِيدةَ -بفتح العين- عَنْ عَبْدِ اللهِ - رضي الله عنه -، قال: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلمِّ:"إِنِّي لأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا وَآخِرَ أَهْلِ الجَنَّةِ دُخُولًا" .. الحديث. وفي آخره. "فَيَقُولُ: تَسْخَرُ مِنِّي -أَوْ تَضْحَكُ مِنِّي- وَأَنْتَ المَلِكُ!! ". فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ،
(١) في (ص ٢): اللام. (٢) قلت: فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر: (أن لا تكون فتنة) نصبًا. وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي: (أن لا تكونُ فتنة) رفعًا. انظر: "الحجة للقراء السبعة" ٣/ ٢٤٦.