ذكر فيه حديث أبي سلمة عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَمْ يَأْذَنِ اللهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ". وَقَالَ صَاحِبٌ لَهُ: يُرِيدُ: يجهر بِهِ.
ثم ساقه عنه أيضًا بلفظ:"مَا أَذِنَ اللهُ لِشَيء مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ". قَالَ سُفْيَانُ: تَفْسِيرُهُ: يَسْتَغْنِي بِهِ.
قلت: احتج بقوله: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ} الآية [طه: ١٣١]. قال: وأمر - عليه السلام - أن يستغنى بالقرآن عن المال.
ومعنى:"ما أذن": ما استمع، وذكره في الاعتصام بلفظ:"ليس منا من لم يتغن بالقرآن"(١). زاد غيره:"يجهر به". ذكره في باب قوله تعالى:{وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ}(٢)، وهو من أفراده.
(١) سيأتي برقم (٧٤٨٢) كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: {وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ}. (٢) سيأتي برقم (٧٥٢٧) كتاب التوحيد، وانظر ما سيأتي برقم (٧٥٤٤).