ذكر فيه حديث أَبِي مُوسَى - رضي الله عنه - قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: الرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِيُرى مَكَانُهُ، فَمَنْ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ:"مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ العُلْيَا فَهْوَ فِي سَبِيلِ اللهِ".
هذا الحديث أخرجه مسلم أيضًا، وفي لفظ له: الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياءً أي ذَلِكَ في سبيل الله؟ فذكره (١). وفي آخر: يقاتل غضبًا، فرفع إليه رأسه، وما رفع إليه رأسه إلا أنه كان قائمًا (٢).
وهذا السائل ورد في "الصحيح" أنه من الأعراب (٣)، ولا يحضرني اسمه (٤)، والمراد: بالذَّكْرِ: الشجاعةُ، وهي ضد الجُبْن، وهي شدة القلب عند البأس.
(١) سيأتي برقم (٧٤٥٨) كتاب: التوحيد، باب: قوله تعالى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١)}. (٢) سلف برقم (١٢٣) كتاب: العلم، باب: من سأل -وهو قائم- عالماً جالسا. (٣) سيأتي برقم (٣١٢٦) كتاب: فرض الخمس، باب: من قاتل للمغنم، هل ينقص من أجره. (٤) ذكره الحافظ في "الفتح" ٦/ ٢٨ أن الأعرابي يصلح أن يكون لاحق بن ضميرة، وحديثه ذكره المديني في "الصحابة" وقال: وفي إسناده ضعف.