ثم ساق من حديث شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: قال: كُنْتُ إِلَى جَنْبِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، فَقِيلَ لَهُ: كَمْ غَزَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ غَزْوَةٍ؟ قَالَ تِسْعَ عَشْرَةَ. قِيلَ: كَمْ غَزَوْتَ أَنْتَ مَعَهُ؟ قَالَ: سَبْعَ عَشْرَةَ. قُلْتُ: فَأَيُّهُمْ كَانَتْ أَوَّلَ؟ قَالَ: الْعُشَيْرَةُ. أَوِ: العُسَيْرُ. فَذَكَرْتُ لِقَتَادَةَ، فَقَالَ: الْعُشَيْرُة.
الشرح:
من هنا شرع البخاري -رحمه الله- بذكر جماع مغازي سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعوثه وسراياه، ولا شك أن الله تعالى لما أذن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القتال كانت أول آية نزلت في ذلك {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} كذا رويناه من طريق سعيد بن جبير (١) والزهري (٢)، وقال:"أمرت أن أقاتل الناس" الحديث (٣).
(١) رواه الترمذي (٣١٧١)، والنسائي ٦/ ٢، وفي "الكبرى" ٦/ ٤١١ (١١٣٤٥) من حديث ابن عباس. (٢) رواه النسائي في "الكبرى" ٦/ ٤١١ (١١٣٤٦) من حديث عائشة. (٣) سلف برقم (٢٥): كتاب: الإيمان، باب: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ}.