ذكر فيه حديث أبي سعيد: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا وُضِعَتِ الجِنَازَةُ وَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ: قَدِّمُونِي .. " الحديث. وترجم عليه باب: قول الميت على الجنازة: قدموني (١) وهو من أفراده، وخرجه أيضًا في باب كلام الميت على الجنازة (٢)، ووجه مناسبته للترجمة قوله: ("واحتملها الرجال") فإن النساء يضعفن عن ذلك ولو كان الميت أنثى، وربما انكشف منها شيء بسببه.
إذا عرفت ذلك فالكلام عليه من أوجه:
أحدها: قوله: ("إذا وضعت") الظاهر أن المراد: وضعها على أعناقهم، ويحتمل أن يريد الوضع على السرير، وسئل في "المدونة": من أي جوانب السرير أحمل، وبأيها أبدأ؟ فقال: ليس فيه شيء مؤقت، ورأيته يرى الذي يذكر الناس تبدأ باليمين بدعة (٣).
وقال ابن مسعود: حمل الأربع هي السنة (٤)، وبه قَالَ أشهب وابن
(١) سيأتي برقم (١٣١٦). (٢) سيأتي برقم (١٣٨٠). (٣) "المدونة" ١/ ١٦٠ - ١٦١. (٤) رواه عبد الرزاق ٣/ ٥١٢ (٦٥١٧) كتاب: الجنائز، باب: صفة حمل النعش، وابن أبي شيبة ٢/ ٤٨١ (١١٢٨١) كتاب: الجنائز، باب: ما قالوا فيما يجزئ من حمل جنازة.