ذكر فيه حديث حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ ابن عُمَرَ - رضي الله عنهما - يَقُوُلُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا أَنْزَلَ اللهُ بِقَومٍ عَذَابًا أَصَابَ العَذَابُ مَنْ كانَ فِيهِمْ، ثُمَّ بُعِثُوا عَلَى أَعمَالِهِمْ".
هذا الحديث (مثل)(١) حديث زينب بنت جحش - رضي الله عنها - (السالف)(٢): أنهلك وفينا الصالحون (٣)؟! فيكون إهلاك جميع الناس عند ظهور المنكر والإعلان بالمعاصي.
ودل قوله:"بعثوا على أعمالهم". أن ذلك الهلاك العام يكون طهرة للمؤمنين ونقمة للفاسقين، قال الداودي: يعني به الأمم التي تعذب على الكفر، فيكون فيهم أهل أسواقهم ومن ليس منهم يصاب جميعهم بآجالهم، ثم يبعثون على أعمالهم. ويُقال: إذا أراد الله عذاب أمة (أعقم)(٤) نساءهم خمس عشرة سنة قبل أن يصابوا لئلا يصاب الولدان الذين لم يجر عليهم القلم، وقيل: يكونون على هيئتهم، فإذا أصابهم العذاب أخذ الكفار بكفرهم، وبعث كل عامل على عمله.
(١) في (ص ١): يبين. (٢) من (ص ١). (٣) سلف برقم (٣٣٤٦). (٤) في الأصل: أعلم، والمثبت هو الصواب، وقد أشار الناسخ إلى ذلك، فقال بهامش الأصل: لعله: أعقم.