ثم ساق البخاري حديث عائشة رضي الله عنها في الرؤية، وقد سلف، وشيخه فيه حدثنا يحيى -هو ابن موسى الحداني- كما نسبه ابن السكن، فيما حكاه الجياني (١).
وقولها:(قفَّ شعري) أي: اقشعر حين قام ما عليه من الشعر.
وقول مسروق لعائشة:(يا أمتاه) هو نداء كقوله: يا أباه عند الريف، وإذا وصلوا قيل: يا أبة كـ {يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ} وإذا فتحوا للندبة قالوا: يا أبتاه والهاء للوقف، ولا يقولون: يا أبتي، ولا يا أُمَّتي، زعمًا أن الهاء بمنزلة قولهم: رجل يفعة، وغلام يفعة، واحتجاج عائشة رضي الله عنها بالآيتين تريد نفي الرؤية في الدنيا وهو مذهبها، والجمهور على أنه رآه بعيني رأسه (٢). والمراد بالإدراك الإحاطة.
(١) "تقييد المهمل" ٣/ ١٠٥٨ - ١٠٥٩. (٢) انظر تفصيل القول في ذلك في "تفسير الطبري" ١١/ ٥١٠ - ٥١١، "تفسير ابن أبي حاتم" ١٠/ ٣٣١٩، وانظر: "زاد المسير" ٨/ ٦٨، "تفسير ابن كثير" ١٣/ ٢٥٦ - ٢٦٠.