ذكر فيه حديث البَرَاءِ - رضي الله عنه - قَالَ: آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ خَاتِمَةُ سُورَةِ النِّسَاءِ {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ}.
هذا أحد الأقوال كما سلف في التفسير (١).
وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن آخر آية نزلت {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ}(٢)[التوبة: ١٢٨] وعنه {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ}(٣)[البقرة: ٢٨١] وقوله: {أَنْ تَضِلُّوا}، أي: لئلا تضلوا.
وقال البصريون: هذا خطأ لا يجوز إضماره، والمعنى عندهم: كراهية أن تضلوا مثل {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}[يوسف: ٨٢] ومعنى آخر: يبين الله لكم الضلالة، أي: أن تفعلوا فعلكم، كما تقول: يعجبني أن تقوم أي: قيامك.
(١) سلف برقم (٤٦٠٥) باب: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ}. (٢) رواه أحمد ٥/ ١١٧، والطبراني ١/ ١٩٩ (٥٣٣)، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٣٣٨ ثلاثتهم من طريق ابن عباس عن أبي بن كعب. (٣) رواه النسائي في "الكبرى" ٦/ ٣٠٧ (١١٠٥٨)، والطبراني ١١/ ٣٧١ (١٢٠٤٠)، وسلف في البخاري معلقًا بعد حديث (٢٠٨٥).