هي مدنية كما جزم به الثعلبي، قال مقاتل: إلا {قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} وعن قتادة أنها مكية، وعن الكلبي أنها نزلت في طريق المدينة، وقال السدي: وهو داخلها وكانوا أهل تطفيف في الكيل والميزان فلما نزلت خرج - عليه السلام - إلى السوق بالمدينة وكان أهل السوق يومئذ السماسرة، فتلاها عليهم وسماهم التجار، وقيل: نزلت في أبي جهينة.
وقال أبو العباس في "مقاماته" أولها مدني وآخرها مكي والاستهزاء يعني: إنما كان بمكة ونزلت بعد العنكبوت كما قال السخاوي (١).
قال مقاتل -فيما حكاه ابن النقيب-: وهي أول سورة نزلت بالمدينة، و {وَيْلٌ}: وادٍ في جهنم عظيم (٢)، يؤيده حديث أبي هريرة
(١) "جمال القراء وكمال الإقراء" ص ٨. (٢) رواه الطبري ١/ ٤٢٢ (١٣٩٠)، وابن أبي حاتم ١/ ١٥٣ (٧٩٨)، والترمذي (٣١٦٤) والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٥٠٧ وصححه، كلهم من حديث أبي سعيد الخدري. وقال الترمذي: غريب لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث ابن لهيعة.