وهي مدنية كما جزم به الثعلبي، وعزاه في "الكشاف" لمجاهد، وقال الضحاك وسعيد بن جبير: وهي سورة القتال (١)، وقال الضحاك والسدي: إنها مكية (٢). وعن ابن عباس وقتادة أن قوله:{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ} نزلت بعد حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - حين خرج من مكة، كذا حكاه ابن النقيب (٣)، والذي في الثعلبي عن ابن عباس أنها نزلت حين خرج من مكة، وأنه التفت إلى مكة وقال:"أنت أحب بلاد الله إلى الله، وأحب بلاد الله إليَّ ولو أن المشركين لم يخرجوني لم أخرج منك"
فنزلت (٤). قال أبو العباس: ما حكي عن السدي الإجماع على خلافه؛ لأن هذِه السورة فيها ذكر القتال والمنافقين من أهل المدينة على أن في سياقة تفسير السدي لهذِه السورة بيانًا أنها مدنية.
(ص)({أَوْزَارَهَا}: آثَامَهَا، حَتَّى لَا يَبْقَى إِلَّا مُسْلِمٌ) اعترض ابن التين، فقال: قوله: آثامها لم يذكره أحد غيره والذي قيل: إنها
(١) "الكشاف" ٤/ ٢١٠. (٢) "زاد المسير" ٧/ ٣٩٤. (٣) ذكره الماوردي في "تفسيره" ٥/ ٢٩٠، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٧/ ٣٩٤. (٤) رواه الطبري في "تفسيره" ١١/ ٣١٣ (٣١٣٧٢) عن ابن عباس.