ذكر فيه حديث ابن عباس المتقدم، وهو يبين أن قول عيسى - صلى الله عليه وسلم -: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} الآية على جهة التسليم لله، وقد علم أنه لا يغفر لكافر، وقال المبرد: المعنى وإن تغفر لهم كذبهم عليَّ. وقال الزجاج: علم عيسى أن فيهم من آمن، فالمعنئ: إن تعذبهم على كفرهم وفريتهم فقد استحقوا ذلك، وإن تغفر لمن تاب منهم بعد الافتراء والكفر (١).
وقول من قال: إن عيسى لم يعلم أن الكافر لا يغفر له فأخبر. (يبعد)(٢) لأن الأخبار لا تنسخ. وقيل: علم عيسى أنهم يعصون بعده، فقال: وإن تغفر لهم ما أحدثوا من المعاصي.
(١) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٢٢٤. (٢) غير واضحة بالأصل ولعل الصواب ما أثبتناه. والله أعلم.