ذكر فيه حديث أَبِيِ هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"إِذَا قَالَ الإِمَامُ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}[الفاتحة: ٧] فَقُولُوا: آمِينَ. فَمَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ المَلَائِكَةِ؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".
هذا الحديث سلف في: الصلاة سندًا ومتنًا وزيادة متابعة، وقد أسلفنا هناك خلافًا في تأمين الإمام عن مالك، والمشهور عنه المنع. وفي آمين خمس لغات سلفت، أفصحها وأشهرها المد مع التخفيف.
قال ابن درستويه: ولم يروه أحد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا كذلك. وفي "صحيح ابن حبان" من حديث عدي بن حاتم رفعه: "اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضلال"(١)(٢) وأخرجه الطبري عن رجل له صحبة، وكذا قاله ابن عباس وجماعة (٣).
(١) "صحيح ابن حبان" ١٤/ ١٤٠ (٦٢٤٦). (٢) ورد بهامش الأصل: وفي "مسند أحمد" إلى عبد الله بن شقيق أنه أخبره من سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - وسأله رجل من بلقين. فقال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من هؤلاء؟ قال: "هؤلاء المغضوب عليهم فأشار على اليهود. قال: من هؤلاء؟ قال: "الضالون" يعني: النصارى. ثم ذكره بالسند كله أنه أخبره من سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - بوادي القرى وهو على فرسه، وسأله رجل من بلقين فقال: يا رسول الله، من هؤلاء المغضوب عليهم؟ فأشار إلى اليهود. فقال: هؤلاء الضالون فذكر نحوه ["المسند" ٥/ ٣٣، ٧٧ وفي الأخير هنا اختلاف عما في "المسند"]. (٣) "تفسير الطبري" ١/ ١١٠ - ١١١ (١٩٣ - ٢٠٦).