قال مجاهد: هم مشركو العرب، وقولهم: راجعت قبلتنا (١)، وقد أجيبوا عن هذا بقوله:{قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ}.
وقيل: المعنى: لئلا يقولوا لكم قد أمرتم باستقبال الكعبة ولستم ترونها، فلما قال:{وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} زال هذا، وقيل: هو يتعلق بما قبله، وزعم أبو عبيدة أن (إلا) هنا بمعنى الواو (٢) وهو خطأ عند حذاق النحاة (٣)، والقول أنه استثناء أبين، أي: لكن الذين ظلموا منهم، فإنهم يحجون.
قال الداودي: أمر الناس أن يستقبلوا المسجد الحرام، وصلى - عليه السلام - إلى الكعبة وهو داخل المسجد، فمن في مكة خارجه يستقبل المسجد، ومن كان خارجها فالحرم، وهو كله مسجد، وقال بعض الناس: إن من
(١) رواه الطبري ٢/ ٣٥ - ٣٦. (٢) "مجاز القرآن" ١/ ٦٠. (٣) منهم الفراء كما في "معانيه" ١/ ٨٩، وابن جرير في "تفسيره" ٢/ ٣٧.