٢٩٩١ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: صَبَّحَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - خَيْبَرَ، وَقَدْ خَرَجُوا بِالْمَسَاحِي عَلَى أَعْنَاقِهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: هَذَا مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ، مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ. فَلَجَئُوا إِلَى الحِصْنِ، فَرَفَعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَدَيْهِ وَقَالَ:«الله أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ». وَأَصَبْنَا حُمُرًا فَطَبَخْنَاهَا، فَنَادَى مُنَادِي النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الحُمُرِ، فَأُكْفِئَتِ الْقُدُورُ بِمَا فِيهَا. تَابَعَهُ عَلِيٌّ عَنْ سُفْيَانَ رَفَعَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَدَيْهِ. [انظر: ٣٧١ - مسلم: ١٩٤٠،١٣٦٥ - فتح ٦/ ١٣٤].
ذكر فيه حديث أنس في خيبر السالف في كتاب: الصلاة، في باب: ما يذكر في الفخذ، وقوله:"الله أكبر خربت خيبر" تابعه علي، عن سفيان: رفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يديه يعني: تابع المسندي عبد الله بن محمد، وقد أسنده في علامات النبوة عنه، عن سفيان (١)، وإنما فعل - صلى الله عليه وسلم - هذا استشعارًا لكبرياء الله تعالى على ما تقع عليه العين من عظيم خلقه وكبير مخلوقاته أنه أكبر الأشياء، وليس ذَلِكَ على معنى أن غيره كبير، وإنما معنى قوله: الله أكبر: (الله)(٢) الكبير. هذا قول أهل اللغة كما نقله عنهم المهلب (٣). وقال معمر عن أبان: لم يعط أحد التكبير إلا هذِه الأمة (٤).
وكذلك يفعل - صلى الله عليه وسلم - في إشرافه على الجبال، ففرح - صلى الله عليه وسلم - بما فتح الله عليه وكبر إعظامًا لله وشكرًا له.
(١) سيأتي برقم (٣٦٤٧) كتاب: المناقب. (٢) من (ص ١). (٣) كما في "شرح ابن بطال" ٥/ ١٥١. (٤) رواه معمر في "جامعه" كما في "المصنف" ١١/ ٢٩٦.