كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح

١٧ - ومن سورة سبحان - ١٢ - [باب] قوله: {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا (٨١)} [الإسراء: ٨١] - ج: 22 - ص: 554

١٢ - [باب] قوله: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (٨١)} [الإسراء: ٨١]

يَزْهَقُ: يَهْلِكُ.

٤٧٢٠ - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ وَحَوْلَ الْبَيْتِ سِتُّونَ وَثَلَاثُمِائَةِ نُصُبٍ فَجَعَلَ يَطْعُنُهَا بِعُودٍ فِي يَدِهِ وَيَقُولُ: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: ٨١] {قُلْ جَآءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} [سبأ: ٤٩]. [انظر: ٢٤٧٨ - مسلم: ١٧٨١ - فتح: ٨/ ٤٠٠]

زهق: هلك. هو قول قتادة فيما أخرجه ابن أبي حاتم بإسناده إليه (١)، وفي رواية عنه: هلك الباطل، وهو الشيطان (٢). وقال ابن مسعود في رواية زاذان: هو السيف أعني: الحق. وقال قتادة: القرآن (٣). وقيل: [الحق] (٤) وهو الثابت الذي لا يزول، كما أن الباطل زائل ذاهب.

ثم ساق حديث ابن مسعود - رضي الله عنه -: دَخَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - مَكَّةَ وَحَوْلَ البَيْتِ سِتُّونَ وَثَلَاثُمِائَةِ نُصُبٍ … الحديث، وقد سلف قريبًا في الفتح (٥).

و (نصب): بالفتح والضم صفة للستين وثلاثمائة، والمشهور أنه

---

(١) عزاه له السيوطي في "الدر" ٤/ ٣٦٠.
(٢) رواه الطبري ٨/ ١٣٨ (٢٢٦٦١).
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" ٨/ ١٣٨ (٢٢٦٦٠).
(٤) في الأصل: (الباطل)، والصواب ما أثبتناه.
(٥) سلف برقم (٤٢٨٧) كتاب: المغازي.