هي مكية، قال مقاتل: وفيها من المدني {ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبَادَهُ} الآية {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (٣٩)} إلى قوله: {مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ}(١) قلت: وقوله: {لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} قيل: منسوخة بقوله: {قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ} وقيل: مكية، والمعنى مودة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصة أو صلة الرحم، وقيل: مدنية، فإنها في قرابته.
وقوله:{وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ} نزلت في الصديق حين سبه الأنصاري فجاوبه، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال:"إني رأيت ملكًا بينك وبينه يرد عليه ما يقول لك فلما سببته اعتزلت" فنزلت (٢). وأكثرهم على أن معنى الانتصار هنا: ما كان في الجراح، وما يجوز الاقتصاص منه. فأما السبة والشتمة فهما (أعيان)(٣).
(١) انظر: "زاد المسير" ٧/ ٢٧٠. (٢) في هامش الأصل لعله: اعتزلك. وانظر سنن أبو داود (٤٨٩٧)، وأحمد ٢/ ٤٣٦ من حديث أبي هريرة، دون ذكر أنه سبب النزول، وانظر: "تفسير ابن كثير" ١٢/ ٢٩٠. (٣) كذا في الأصل وفوقها: (كذا).