ذكر فيه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - الثاني بلفظ:"السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ -وَأَحْسِبُهُ قَالَ، يَشُكُّ القَعْنَبِيُّ:- كَالْقَائِمِ لَا يَفْتُرُ، وَكَالصَّائِمِ لَا يُفْطِرُ".
الشرح:
"الأَرْمَلَةِ" بفتح الميم، قال ابن التين: وقرأناه بضمها، وهي المرأة لا زوج لها، وقال ابن السكيت: الأرامل: المساكين من الرجال والنساء.
قال: ويقال لهم أرامل إن لم يكن فيهم نساء (١)، والأرمل: الرجل الذي لا امرأة له (٢).
وقوله: ("كَالْقَائِمِ لَا يَفْتُرُ") يريد: المصلي، يقال: فلان يقوم الليل كله إذا كان يصلي فيه.
قال ابن بطال: من عجز عن الجهاد في سبيل الله وعن قيام الليل وصيام النهار، فليعمل بهذا الحديث، وليسع على الأرامل والمساكين، و (ليحشر)(٣) يوم القيامة في زمرة المجاهدين في سبيل الله دون أن
(١) "إصلاح المنطق" ص (٣٢٧). (٢) "الصحاح" ٤/ ١٧١٣. (٣) وقع في الأصل: (فيحسن) وكتب فوقها: (كذا). ووقع بهامشها: (لعله: فيحسب، أو ليحشر) وكتب فوق (ليحشر): وهو أظهر.