اقتصر البخاري رحمه الله على هذِه الآية، ولم يذكر فيها حديثًا. والمعنى أي: من طيب أموالكم وأنفسها. قاله ابن عباس (١). وقال مجاهد: من التجارة الحلال (٢).
وقال علي: نزلت في الزكاة المفروضة، يقول: تصدقوا من أطيب أموالكم (وأنفسها)(٣)(٤).
وذكر أبو جعفر النحاس في سبب نزولها حديثًا أسنده عن البراء قَالَ: كانوا يجيئون في الصدقات بأردأ تمرهم، وأردأ طعامهم، فنزلت هذِه الآية إلى قوله:{إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} قال: لو كان لكم فأعطاكم لم تأخذوه إلا وأنتم ترون أنه قد نقصكم من حقكم (٥). وهذا قول الصحابة والعلماء.
وقال ابن زيد: المعنى: لا تنفقوا من الحرام، وتدعوا الحلال (٦).
وقال عبد الله بن معقل: ليس في مال المؤمن خبيث، ولكن {وَلَا تَيَمَّمُوا
(١) رواه الطبري في "تفسيره" ٣/ ٨١ (٦١٢٨). (٢) السابق ٣/ ٨٠ (٦١٢٠ - ٦١٢٣). (٣) السابق ٣/ ٨٣ (٦١٤١). (٤) في الأصل: (وأنفسه) ووضع فوقها كلمة صح. (٥) "معاني القرآن الكريم" ١/ ٢٩٦. (٦) رواه الطبري في "تفسيره" ٣/ ٨٤ (٦١٤٨).