قلت: وافقه الحسن وزاد أنها أعمال رديئة. وعبارة مجاهد: لهم خطايا لا بد أن يعملوها (١).
قال قتادة: ورجع إلى أهل البر (فقال)(٢): {وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ}[المؤمنون: ٦٣] أي: سوى ما عددتم.
قال البخاري: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ -هو ابن عياش السالف قريبا- ثَنَا أَبُو حَصِينٍ -هو عثمان بن عاصم وهو بفتح الحاء- عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"لَيْسَ الغِنَى عَنْ كَثْرَةِ العَرَضِ، ولكن الغِنَى غِنَى النَّفْسِ".
الشرح:
الآية نزلت في الكفار فليست بمعارضة لدعائه لأنس بكثرة المال والولد، والمعنى: أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين مجازاة لهم وخيرًا؟ بل هو استدراج؛ ولذلك قال تعالى:{بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا}[المؤمنون ٦٣] أي: في غطاء عن المعرفة أن الذي يمدهم به من مال استدراج لهم.
(١) رواه الطبري في " تفسيره" ٩/ ٢٢٧. (٢) من (ص ٢).