ذكر فيه حديثَ ابن عَبَّاسٍ - رضي الله عنهمَا - أَنَّ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- (ثَلَاثَةٌ)(١): مُلْحِدٌ فِي الحَرَمِ، وَمُبْتَغٍ فِي الاسْلَامِ سُنَّةَ الجَاهِلِيَّةِ، وَمُطَّلِبُ دَمًا بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ".
الشرح:
المراد أبغض أهل الذنوب ممن هو من جملة (المسلمين)(٢)، ولا يجوز أن يكون هؤلاء أبغض إليه من أهل الكفر، وقد عظم الله تعالى الإلحاد في الحرم في كتابه فقال:{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}[الحج: ٢٥] فاشترط أليم العذاب لمن ألحد في الحرم زائدًا على عذابه لو ألحد في غير الحرم. وقيل: كل ظالم فيه ملحد.
وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: احتكار الطعام بمكة إلحاد (٣).
وقال ابن مسعود: مكثرهم القتل بمكة.
وقال أهل اللغة: المعنى: ومن يرد فيه إلحادًا بظلم والباء زائدة.
(١) من (ص ١). (٢) في (ص ٢): المفسدين. (٣) رواه الطبراني في "الأوسط" ٢/ ١٣٢ (١٤٨٥) مرفوعًا من حديث عمر بن الخطاب ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" ٧/ ٢٥٥ - ٢٥٦ موقوفًا على عمر.