قال الهروي:"موضع قده" يعني: موضع سوطه، ويقال للسوط: قد. قال: فأما القد بالفتح: فجلد السخلة، وفي الحديث أن امرأة أرسلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجرتين وقدٍ. فالقد: سقاء صغير يتخذ من مسك السخلة ويجعل فيه اللبن. وقال أبو بكر: يجوز أن يكون القد: النعل. يعني في الحديث، سميت قدًا؛ لأنه يقد من الجلد، قال: وروى ابن الأعرابي: كسبت اليماني قده لم يجرد.
وقال الفراء: بالكسر النعل يجرد من الشعر، فيكون ألين له.
قال الداودي "وقاب قوس" يعني: ما بين وسط الوتر، ووسط القوس.
والمعروف أن قاب: قدر، والقاب: قدر ما بين المقبض والسية، وقال بعضهم: في قوله تعالى: {قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى}[النجم: ٩]: قابي قوس، فقلبه.
وقوله: ("ولنصيفها" يعني: الخمار)، هذا هو المعروف عند أهل اللغة (١)، وذكر الهروي قولًا ثانيًا أن نصيفها معجرها (٢).
الحديث العشرون:
حديث أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، قَالَ: قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَدْخُلُ أَحَدٌ الجَنَّةَ إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، لَوْ أَسَاءَ، لِيَزْدَادَ شُكْرًا، وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ إِلَّا أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ لَوْ أَحْسَنَ، لِيَكُونَ عَلَيْهِ حَسْرَةً"