(ص)(قَالَ مُجَاهِدٌ: الطُّورُ الجَبَلُ (بِالسُّرْيَانِيَّةِ)(١) وهذا أخرجه ابن أبي حاتم من حديث ابن أبي نجيح عنه، ورواه مرة عنه، عن ابن عباس (٢). وقوله:(بالسريانية) لعله وافق لغتهم، وحكي عنه وعن عكرمة وقتادة وغيرهما أنه جبل فقط، وكذا قال ابن فارس (٣)، وكذا ما سيأتي عن أهل اللغة أنه جبل.
قال مقاتل بن حيان: هما طوران: طور زيتا، وطور تينا؛ لأنهما ينبتان الزيتون والتين. وقال أبو عبد الله الحموي (٤) في "مشتركه": طور زيتا مقصور أيضا جبل بالبيت المقدس. وفي الأثر: مات بطور زيتا تسعون ألف نبي؛ قتلهم الجوع، وهو شرقي وادي سلوان، والطور أيضًا جبل مطل على مدينة طبرية بالأردن وبأرض مصر أيضًا. واختلف في طور سيناء، فقيل: هو جبل بقرب أيلة. وقيل: هو بالشام. وسيناء حجازية، وقيل: شجر فيه، وطور عبدين اسم لبليدة نصيبين في بطن الجبل المشرف عليها المتصل بجبل الجودي، وطور هارون جبل مشرف قبلي بيت المقدس، فيه -فيما قيل- قبر هارون - عليه السلام -. وقال صاحب "المحكم": الجبل: الطور، وقد غلب على طور سيناء جبل بالشام، وهو بالسريانية طورى، والنسبة إليه طواري وطوراني (٥)، وكذا قال القزاز وأبو عبيدة في "مجازه": كلُّ جبل طورٌ (٦).
(١) في الأصل بالفارسية، والصواب هو المثبت. (٢) "تفسير ابن أبي حاتم" ١٠/ ٣٣١٤ (١٨٦٧١). (٣) "مجمل اللغة" ١/ ٥٨٩. (٤) ورد في هامش الأصل: يعنى: ياقوتا. (٥) "المحكم" ٩/ ١٩٠. (٦) "مجاز القرآن" ٢/ ٢٣٠.