(ص)({إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}: مَا خَلَقْتُ أَهْلَ السَّعَادَةِ مِنْ أَهْلِ الفَرِيقَيْنِ إِلَّا لِيُوَحِّدُونِ) أي: فجعله خصوصًا للمؤمنين، وبه صرح ابن قتيبة (١) -أي خلقنا، فالخلق يوم المعاذير في الذر ويوم الميثاق، وذاك للعبودية فعاتب وأعد فمن عبده جازاه ومن عاند عذبه. وقيل: إلا ليقروا بالعبادة طوعًا وكرهًا، قال تعالى:{وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} وقيل: إلا ليعرفون.
ثم قال البخاري:(وَقَالَ بَعْضُهُمْ: خَلَقَهُمْ لِيَفْعَلُوا، فَفَعَلَ بَعْضٌ وَتَرَكَ بَعْضٌ، يعني بقدر، قال: وَلَيْسَ فِيهِ حُجَّةٌ لأَهْلِ القَدَرِ).
(ص)(وَالذَّنُوبُ: الدَّلْوُ العظيمة) قال مجاهد: ذنوبا: سجلًّا (٢) هذا أخرجه عبد بن حميد، عن روحٍ، عن شبل، عن ابن أبي نجيح، عنه (٣). وقال سعيد بن جبير: سجلّا، وقال قتادة: عذابًا، وقال الحسن: دولة (٤)، وقال الكسائي: حقًّا.
ووصف الذنوب بالعظيم هو ما عبر به الشافعي في "مختصره"(٥) ولا يكون ذنوبًا حتى يكون ملآنًا، وقيل: فيها ماء قريب من الثلث.
(١) "مشكل القرآن وغريبه" ٢/ ١٤١. (٢) فوق هذِه الكلمة في الأصل علامة: (حـ)، وفي هامشها: (سبيلا) وعليها نفس العلامة. (٣) رواه الطبري في "التفسير" ١١/ ٤٧٧ (٣٢٢٧٥) من طريق ورقاء وعيسى عن ابن أبي نجيح عنه. (٤) روى أثر سعيد بن جبير وقتادة والحسن الطبري في "التفسير" ١١/ ٤٧٧ - ٤٧٨. (٥) "مختصر المزني" ص ٣٣.