وروى أحمد من حديث أبي البختري عن علي - رضي الله عنه - قال: لما نزلت {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ}[آل عمران: ٩٧] قال: الحج في كل عام يا رسول الله؟ فسكت، فنزلت {لَا تَسْئلُواْ} الآية (١).
وقيل: نزلت في الذين سألوا عن البحيرة والسائبة والوصيلة، ألا ترى أنه بعده {مَا جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ} قاله سعيد بن جبير حكاه ابن أبي حاتم وقال مقسم: هي فيما سألت الأمم أنبياءها عن الآيات (٢).
تنبيه:
إنما نهى عن السؤال؛ لأنه تعالى أحب الستر؛ رحمة لعباده، وأحب أن لا يقترحوا المسائل.
فائدة:
قيل: القائل: من أبي؟! هو عبد الله بن حذافة السهمي بما ذكره البخاري في الاعتصام (٣)، وقيل: أخوه قيس فيما ذكره العسكري.
وقال مقاتل: نزلت في عبد الله بن جحش وعبد الله بن حذافة كما قال - عليه السلام -: "يا أيها الناس إن الله كتب عليكم الحج" فقال عبد الله: في كل عام؛ .. الحديث، وفيه:"أيها الناس إن الدنيا قد رفعت لي ورفعت لي أنساب العرب. فأنا أنسبهم رجلا رجلا"(فقام)(٤) رجل، فقال: يا رسول الله، أين أنا؟ قال:"في الجنة" ثم قام آخر فقال: يا رسول الله أين أنا؟
(١) "المسند" ١/ ١١٣. (٢) "تفسير ابن أبي حاتم" ٤/ ١٢١٨. (٣) سيأتي برقم (٧٢٩٤). (٤) في الأصل: فقال.