وقوله:(ومعه عشرة آلاف) هذا هو المعروف، وفي "شرف المصطفى": عن عروة: اثنا عشر ألفًا.
وقال يحيى بن سعيد: في عشرة آلاف أو اثني عشر ألفًا قد أكب على واسطة رحله حتى كاد ينكسر به تواضعًا وشكرًا لربه وقال: "الملك لله الواحد القهار"، وقال مالك: خرج في ثمانية آلاف أو عشرة آلاف وكتم الناس وجهه ذلك؛ لئلا يعلم أحد أين يريد ودعا الله أن يخفي ذلك عنهم.
وقوله:(وذلك على رأس ثماني سنين ونصف من الهجرة) بنحوه ما ذكره أبو نعيم الحداد في "جمعه بين الصحيحين": كان الفتح بعد السنة الثامنة، وقال مالك: كان الفتح في تسع عشر يومًا من رمضان على رأس ثماني سنين، وحقيقة الحساب على ما ذكره الشيخ: أبو محمد في "جامع مختصره" أنها سبع سنين وسبعة أشهر؛ لأن الفتح في الثامنة في رمضان وكان مقدمه المدينة في ربيع الأول، يدل عليه أن ابن عباس قال: أقمنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسعة عشر نقصر الصلاة كما سلف في موضعه (١) وهو لم يحضر الفتح؛ لأنه كان من المستضعفين بمكة (٢).
وقوله:(خرج في رمضان إلى حنين) كذا وقع ولم تكن غزوة حنين في رمضان، وإنما كانت في شوال سنة ثمان، كما نبه عليه الدمياطي، وقال ابن التين: لعله يريد آخر رمضان؛ لأن حنينًا كانت عام ثمان إثر فتح مكة، قاله الداودي.
(١) سلف برقم (١٠٨٠) كتاب: تقصير الصلاة، باب: ما جاء في التقصير … (٢) في هامش الأصل: تقدم أعلاه ما فيه. اهـ. يشير إلى التعليق السابق.