ويقال بالزاي وهو ما يسمع من حسيس الزجاجة حين يحرك بها على شيء؛ وقال ابن فارس: القر: صب الكلام في الأذن، والاستقرار: التمكن (١)، وضبط: فيقُرها في رواية بضم القاف وهو الصحيح. كما قال ابن التين، كما تقرر من أن فَعَّل متعد يضعف بالضم إلا أحرف بينوها ليس هذا منها.
الحديث العشرون: حديث أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -: "التثَاؤُبُ مِنَ الشَّيْطَانِ".
وقد سلف في الصلاة (٢)، والمعنى: فيه تحذير السبب الذي يتولد منه التثاؤب، وأضيف إلى الشيطان؛ لأنه الذي يعطي النفس شهوتها من الطعام ويزين له ذلك، فإذا قال:"ها" يعني إذا بلغ في التثاؤب ضحك الشيطان فرحًا بذلك.
وقال الداودي: إن فتح فاه ولم يصله بَسَقَ فيه، وإن قال:"ها" ضحِك منه.
الحادي والعشرون:
حديث عَائِشَةَ - رضي الله عنها -: لَمَّا كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ هُزِمَ المُشْرِكُونَ، فَصَاحَ إِبْلِيسُ: أي عِبَادَ اللهِ، أُخْرَاكُمْ .. الحديث ذكره في المغازي ويأتي هناك وفي الديات والمناقب (٣).
ومعنى:(ما احتجزوا حتى قتلوه): ما تركوه، يقال لكل من ترك شيئًا: احتجز عنه.
وقوله:(غفر الله لكم). عذرهم حين قتلوا أباه وهم يظنونه كافرًا.
(١) "مجمل اللغة" ٢/ ٧٢٧، مادة: (قر). (٢) لم أقف عليه في الصلاة عند البخاري، ولعله سلف في شرح المصنف. (٣) يأتي برقم (٣٨٢٤، ٤٠٦٥، ٦٨٩٠).