الحديث التاسع عشر: وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ، أَنَّ أَبَا الأَسْوَدِ أَخْبَرَهُ عن عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"الْمَلَائِكَةُ تَتَحَدَّثُ فِي العَنَانِ -وَالْعَنَانُ: الغَمَامُ- بِالأَمْرِ يَكُونُ فِي الأَرْضِ".
الحديث وقد ساقه في ذكر الملائكة كما مضى مسندًا عن ابن أبي مريم: أنا الليث به، وقد أسلفنا الكلام عليه هناك، قال ابن الأعرابي: قَرَرْتُ الكلام في أذن الأبكم إذا وضعتَ فاك على سماخه فنفثته فيه (١).
وقال الهروي: إنه ترديدك الكلام في أذن الأبكم حتى يفهمه. قال: ومن رواه: كقَرِّ الدجاجة أراد صوتها إذا قطعته (٢).
وقوله: ("كما تقر القارورة"). يريد: تضييق رأس القارورة برأس الوعاء الذي يفرغ منه فيها.
وقوله: ("يقرها في أُذُنِ الكَاهِنِ"). قاله الداودي: يلقها كما يستقر الشيء في قراره.
وقال الشيخ أبو الحسن: ظاهره أن له حسًّا كحس القارورة عند تحريكها مع أخرى أي: على صفاه. كذا يفهم من قوله: كقر الدجاجة أي: كما يسمع صوتها.
(١) تداخل كلام ابن الأعرابي في الجملة السابقة مع كلام شمر، كما في المصادر؛ فشمر يقول: قَرَرْتُ الكلامَ في أُذُنِه أَقُرُّه قَرًّا: وهو أَنْ تَضَع فاكَ على أُذُنِه فتَجْهَرَ بكَلامِكَ كما يُفْعَل بالأَصَمّ. وابن الأعرابي يقول -كما في المصادر: القَرُّ: تَرْدِيدُك الكَلامَ في أُذُنِ الأَبْكَمِ حَتَّى يَفْهَمَه. (٢) كما في "النهاية في غريب الحديث والأثر" ٤/ ٣٩.