وهذِه الفتيا إنما رويناها من طريق عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، وهو متروك- عن عطاء، عن أبي هريرة، فهي ساقطة (٢).
قلت: عبد الملك هذا ثقة قال ابن سعد: كان ثقة مأمونًا ثبتًا (٣).
وذكره ابن حبان في "ثقاته" ووصفه بالحفظ وقال جرير بن عبد الحميد: كان المحدثون إذا وقع بينهم الاختلاف في الحديث سألوه فكان حكمهم (٤). وقال أحمد فيما ذكره الساجي: ثقة من الحفاظ.
وكان الثوري يمدحه ويسميه الميزان (٥)، وقال الترمذي: ثقة مأمون، لا نعلم أحدًا تكلم فيه غير شعبة (٦)، وحدث عمن هو دونه في الحفظ والعدالة. وقال شعبة: إنما تركته لحديث السقيفة الذي
تفرد به وكان يعجب من حفظه (٧).
وقال ابن خلفون في "ثقاته": وثقه ابن نمير وغيره.
وتأول مالك الأحاديث في أمره النساء بالصدقة: بأنه إنما أمرهن بإعطاء ما ليس بالكثير المجحف بغير إذن أزواجهن؛ لقوله:
(١) أبو داود (١٦٨٨) وقال: هذا يضعف حديث همام، والبيهقي في "الكبرى" ٤/ ١٩٣ (٧٨٥٣)، وقال ابن التركماني: في سند هذا الأثر عبد الملك العرزمي متكلم فيه. اهـ. وقال الألباني في "صحيح أبي داود" (١٤٨١) إسناده صحيح موقوف اهـ. (٢) "المحلى" ١٠/ ٧٣. (٣) "الطبقات الكبرى" لابن سعد ٦/ ٣٥٠. (٤) "الثقات" لابن حبان ٧/ ٩٧. (٥) "تاريخ بغداد" ١٠/ ٣٩٦، "تهذيب الكمال" ١٨/ ٣٢٤. (٦) "سنن الترمذي" ٣/ ٦٤٣. (٧) "تاريخ بغداد" ١٠/ ٣٩٤، وفيه: أنه سئل عن تركه له مع حُسْن حديثه قال: من حُسْنِها فررت.