حديث أبي هريرة سبق في الطهارة مختصرًا في باب: الماء الذي يغسل به شعر الإنسان (١). وسقي الماء من أعظم القربات، قال بعض التابعين: من كثرت ذنوبه فعليه بسقي الماء. وإذا غفرت ذنوب الذي سقى كلب فما ظنكم بمن سقى مؤمنًا موحدًا وأحياه بذلك.
قال ابن التين: وقد روي عنه مرفوعًا أنه دخل على رجل في السياق (٢) فقال له: "ماذا ترى؟ " فقال: أرى ملكين يستأخران وأسودان يدنوان وأرى الشر ينمى والخير يضمحل فأغثني منك بدعوة يا نبي الله. فقال:"اللهم أشكر له اليسير واعفُ عنه الكثير". ثم قال له:"ماذا ترى؟ " فقال: أرى المبكين يدنوان والأسودان يستأخران وأرى الخير ينمى والشر يضمحل. قال:"فما وجدت أفضل عملك؟ " قال: سقي الماء.
وفي حديث: سئل: أي الصدقة أفضل؟ قال:"سقي الماء"(٣).
قال الذي "الروضة" وجاءت أحاديث كثيرة بالحث على الصدقة بالماء (٤)، وقد احتج بهذا الحديث من أجاز صدقة التطوع على المشركين لعموم قوله آخر الحديث:"في كل كبد رطبة أجر".
(١) سلف برقم (١٧٣). (٢) السياق: نزع الروح. "الصحاح" ٤/ ١٥٠٠. (٣) روى أبو داود مختصرًا (١٦٧٩) من حديث سعد بن عبادة بلفظ أن سعدًا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أي الصدقة أعجب إليك؟ قال: "الماء". قال الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (١٤٧٤): إسناده مرسل صحيح. (٤) "روضة الطالبين" ٢/ ٣٤٣.